pregnancy

طريقة التسجيل

قصبة زاكورة






من أهم المعالم في زاكورة هناك «جبل زاكورة» أو مرتفع زاكورة، الذي يصل علوه إلى 3000 قدم، ويمكن الوصول إليه عبر ممر صغير يدلك عليه السكان المحليون بكل سرور. وغروب الشمس في المنطقة يمتد حول الواحات وأشجار النخيل المجاورة يشعر بمتعة كاملة للرحلة
تؤثث القصور والقصبات المكان مضفية عليه سحرا خاصا، فالقصر شبيه بالقرية، أما القصبة فقد تكون منعزلة أو منشأة داخل القصر وهي بصفة عامة مقر للحاكم
فالقصور الرملية أو«القصبات» تمتد على طول مجاري ينابيع المياه الجوفية، تتشكل في شكل جزر صحراوية كانت في السابق بمثابة مراكز استراحة للقبائل الرحالة. وعادة ما تكون هذه القصور في شكل هندسي موحد مع شيء من الاختلاف من حيث التزيين في الأبواب، ولكن فيها جميعا تتزاوج الرسوم الهندسية الأمازيغية مع الفنون الإسلامية في العمارة، وتكاد تكون أبواب هذه القصور المظهر الخارجي الأبرز لعمارة القصر نظرا لضخامتها وشكلها اللافت. ومازال العديد من هذه القصور المغربية العتيقة التي لا يقل عمر معظمها عن قرنين من الزمن، بحالة جيدة، قصبات تاريخية آية في الجمال على مستوى تصميمها أو تنوع زخرفتها، غير أنها اليوم تتجه نحو الدمار، وقد نستيقظ يوما لنجد مكانها ركام الأتربة
القصور تشبه متاهة بديعة يسكنها الحمام، وهي بلونها الترابي مثل سجادة أحادية اللون. ربما تظن حين تراها من الخارج أن ارتفاعها ثلاثة طوابق، لكنك في الداخل سترى كيف تولد طوابق أخرى حتى تبلغ سبعًا، تزيد في جهة وتنقص في أخرى. أما القصبات فصناديق معمارية ذات نقوش غائرة ونوافذ وفتحات تهوية، مرة تفضي إلى الفضاء الرحب الذي يؤهلها لرؤيته من موقعها المرتفع، ومرة تفضي إلى خلاء وهمي. وسواء أضاءتها الشمس من الخارج، أو أسرجت أنوار القناديل من الداخل، لا تتبين العين ساكنيها المحروسين من العيون الفضولية أو المتلصصة مرة بفضل السور العالي، المصمت إلا من الأبواب المقوسة والجدران الساكنة، ومرة لبُعد البناء عن الطريق
يحتال التصميم المعماري للقصبات على صرامة الهندسة بليونة الفن. فغرفُ القصبة يفضي بعضها إلى بعض، ولا تكاد غرفة تشبه الأخرى في الحجم أو التصميم أو موقع النوافذ وقربها من الأسقف أو بعدها عن الأرضيات. ولا يصل بين الغرف إلا درج مرتفع الخطوات حينا، أو ممر يضيق أحيانا فتحسبه لم يخلق إلا للأطفال. الاختلاف ميزة مشتركة بين الغرف التي لا يوحدها سوى السقف الخشبي، وعنده سيبدأ الاختلاف مرة أخرى، بين سقف ينوء بزخرفة بديعة وآخر يقتصد فلا يسفر إلا عن تشكيلات جصية بيضاء خرساء. وكلما ارتفعنا زادت الزخارف في الأسقف والجدران، وهي زخارف بألوان طبيعية. وتصنع الأسقف من أخشاب القصب والنخل والصفصاف، بينما تصنع خزائن الجدران من خشب الأرز. أما النوافذ فأمرها غريب، فهي في الأدوار الدنيا تقترب من السقف، فيما هي بالطوابق الأعلى تكاد تلامس الأرض، ربما يكون ذلك التصميم حماية للتكوين الطيني للقصبات. وتتميز هذه النوافذ بأقواس كما لو كانت نوافذ مسجد، أما وحدات زخرفتها فلا تكاد تتفق أبدا بين نافذتين
شكرا لتعليقك